أنشودة دوما أسمعها فتعجبني فقلت أشاركم بها إخوتي.
أنا لا أقول الشعر مبتذلا -- للحالمين على الرُبى الخضرِ
يتلذذون بكل مُتخمة -- ويمازجون الماء بالخمرِ
الباذلين نفوسهم ثمنا -- للّذة الحمراء والعهر
المائلات رؤوسهم طربا -- لوساوس الآلات والوتر
العابثين بعرض أمتهم -- والمنتشين بلذة السُكرِ
الخاسرين لكل معركة -- ويبشرون بأعظم النصر
لكنما شعري أسطِّرُه -- للأُسد رابضة على الثغر
حول الكناس لها إذا زأرت -- صوت يدك جلامد الصخر
يتقربون يرونه نُسكا -- بدماء من مردوا على الكفر
الحاملين جراح أمتهم -- والكاظمين الغيظ في الصدر
نذروا النفوس لربهم ومضوا -- يسعون للإبرار بالنذر
خاضوا غمار الحرب لم يهنوا -- وعلى النحور دماؤهم تجري
حملوا لواء الحق وانطلقوا -- والنور في قسماتهم يسري
إن أقبلوا فالحرب مقبلةٌ -- شعواء تقطع دابر الكفر
أو أدبروا فالعمر منقلب -- مابين هذا الكرِّ والفر
يحدوهم صوت النفير إلى -- ساح الوغى ومعامع حمرِ
رفعوا الأكف تضرعا ولهم -- نشج من الإخبات والذِّكر
يا رب قد عظم البلاء فهل -- تمنن إله الحق بالظفر
وشهادة يارب نطلبها -- كي ما تخاطبنا بلا ستر
وتقول ماذا تشتهون ففي -- جنات عدن أعظم الأجر
فنقول نسألك الرجوع إلى -- أرض الجهاد وموطن الفخر
كي ما نقتّل فيك ثانية -- إن الشهادة منتهى الظفر
فتزيدنا شرفا وترفعنا -- يوم ازدحام الناس في الحشر