قال تعالى : " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس "(الناس) .
الاستعاذة تعني طلب العون من الله تعالى أن يحفظنا من كل الشرور ... لكن اللافت في الآيات ترتيب أسماء الله الحسنى : الرب ثم الملك ثم الإله ...؟
والترتيب يتناسب مع موضوع السورة الذي يتمحور حول قدرة الله تعالى على حفظ خلقه والعناية بهم ووقايتهم من الشرور بأنواعها ..... وكان الاسم الأول هو (الرب) ويعني الخالق والمربي والمتصرف في الكون بالتالي هو القادر على حفظ الإنسان .... لكن ليس كل خالق مالك ... فالإنسان يخلق (يصنع) السيارة ثم يمتلكها غيره فيفقد الصانع سيطرته عليها أما الله تعالى فهو الخالق والمالك لذلك جاء الاسم الثاني (ملك) حتى يطمئن عباده فهو مالكهم ومالك الدنيا وهو المتصرف الوحيد فيها ولا يضرهم شيء ولا ينفعهم إلا بأمره ... ثم جاء الاسم الثالث (الإله) وهو صاحب الحق بالتشريع وسن القوانين لصالح من خلقهم ومن يملكهم فقد يكون مالك الشيء لا يحسن التصرف به ... وكثير من الناس يستعين بغيره لإدارة شؤون ممتلكاته أما الله فهو القادر على التصرف والتشريع ...
فكان هذا الترتيب ليطمئن قلوب عباده بأنهم عندما استعاذوا به صادقين فلن يخيبهم ....
ولنا لقاء بإذن الله تعالى
[/center][color=white]