سيدي الحزن سوف أستقيل

سيدي الحزن سوف أستقيل





لا تقف عند موانئ شقائي وتنتظرني هناك ، فاني راحلة، أوشكت على الوقوف ثانية، سنين طويلة وهذا الألم يمتطيني، سخرّت من أيامي محطات للحزن ،وكنت كلما توقفت عند محطة أضعت مني شيئاً واليوم صدمتني الفاجعة الأعظم " لم يبق مني شيء"....

أنا يا حزن العمر قد ضقت ذرعا منك، أنا يا فاجعة القدر لم يبق مني ما تأخذه، أنا يا دموع العين اكتفيت من ملوحتك ،أنا يا فرحي الذي لم أعرفك ما عدت أهاب الحرمان ...

يا رعشة تأوّهي إني راحلة.. يا ظلم الأيام سأسلّم البطولة لغيري فأنا خير من قمت بالدور، ولكني... مللت من بطولة الأحزان وهناك غيري الكثير فاختر من تشاء ، وإياك أن تنتظرني كما تعودت عند الميناء ولا تقنعني أنها إرادة السماء وأني قد خلقت لأتبنّى الشقاء وأنه من الشجاعة والقوة أن أخلق بيني و بين الأمل جسرا من الجفاء...

وسأخبرك أمرا" لا جدوى معك من سياسة العطاء... بعد الآن أنا لن أعطيك شيئا ً، ليس قوة مني ولكن ببساطة لم يبق عندي ما أعطيك إياه...

كلما هربت منك إلى مكان أجدك أول من تستقبلني... وان لم أحتويك أجدك تؤنبني...

وان حاولت التملص منك وخيانتك مع موعد فرح تبعث إليه مرسالا أن لا ينتظرني...

سئمت منك وأستقيل .. ما بقي من عمري أقل من القليل ... لا فائدة من تأخير الرحيل.. خذ الماضي وقلبي العليل.. شعوري خانك.. اعذرني شيء في داخلي للفرح يميل..

لا أريد منك الكثير ، بعد كل وقت استعمارك عندي طلب أخير، أرجوك انسى عنواني ولا تزرني بعد اليوم، و إياك إن لم تجد غيري أن تلقي عليّ اللوم ، ولا تسترق اليّ النظر حتى في ساعات النوم ...

يا حزن عمري أستقيل، لم يكن معك أبدا ما هو جميل ،وحين أصل الميناء سأجد فرحاً ينتظرني ولن تستطيع أن تأمره بالرحيل لأني وسامحني قد قتلت كل من عملوا لديك مراسيل..