يحكى بأنه كان هناك ملكٌ له صديق صالح يصاحبه في كل رحلاته .. وكان هذا الرجل كلما حدثت مصيبة أو حادثة سيئة للملك يقول له : عساه خير عساه خير .. فكان يتعجب منه الملك .
في يوم من الأيام ذهب الملك مع صاحبه إلى رحلة صيد ، فإذا بالحربة التي يصيد بها تقطع اصبعاً له ، فيقول له صاحبه عساه خير ، هنا غضب الملك وقال له قُطع إصبعي وتقول لي :عساه خير ؟!
فعندما عاد الملك أمر جنوده بحبس صاحبه . فما أن دخل الرجل الصالح السجن حتى قال " عساه خير " .
بعد عدة شهور تماثل الملك للشفاء ، فذهب في رحلة صيد وحده . وفي تلك الغابة كان هناك قبيلة بدائية تقدم كل عام قُربان الى صنمها أو إلاهها بشراً .. وفي هذه الأثناء وجدت تلك القبيلة هذا الملك في الغابة فأخذته لتقدمه الى صنمها ، فقال لهم : ويحكم أنا الملك ! فقالوا : كيف تكون الملك أين جنودك وحاشيتك ! فأخذوه . وكان هناك شرطٌ للقربان الذي يقدمونه أن يكون صحيح الحواس ، فنظروا إلى الملك فوجدوا إصبعه مقطوع فأطلقوا سراحه لعدم توفر شرط الحواس السليمة . فوراً تذكر الملك مقولة صاحبه " عساه خيراً " .
فعندما عاد إلى القصر أمر الجنود بإطلاق سراحه ، وعندما رآه روى له القصة وقال له : أما لي فعرفت معناها أما أنت فلماذا عندما دخلت السجن قلت عساه خيراً ؟ فقال له صاحبه : أما أنا فلو كنت معك في رحلتك لقدموني أنا قرباناً لآلهتهم فأنا صحيح الحواس .. فتعجب الملك وقال : صدقت ..
فاعلم أخي الكريم أختي الكريمة أن ما اختاره الله لك إنما هو خيرٌ لك .. وقل دائماً " عساه خير " فالله عز وجل هو الذي خلقنا وهو الذي يعلم ما هو أصلح لنا :)
اخوكم في الله : ع_ع_لـ ..