المنشد عبد الحميد بن سراج لـ "الموعد اليومي": مشكلة الإنشاد في الجزائر لا تكمن في الأصوات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عد واحدا من أبناء الجزائر، الذين لمع نجمهم في سماء مسابقة الشارقة للإنشاد،، انتزع و بجدارة لقب
الطبعة السادسة ، ليسجل التاريخ اسما جزائريا آخر في تاريخ هذه التظاهرة
الثقافية ذائعة الصيت.. انه عبد الحميد بن سراج ، الذي سافر بقراء "الموعد
اليومي" عبر طائرة ذكرياته إلى بداياته الإنشادية بـ "سيدي عامر" في
بوسعادة.






ووقف أبو دعاء، عند أول محطة حاسمة في حياته، كاشفا على أن اللقب الذي توج به في الشارقة يعد بمثابة وسام يعتز به باعتبارها كانت نقطة هامة في مشواره قبل
أن يتحدث عن تطور الإنشاد في الجزائر ، وإمكانية تنظيم الجزائر لمسابقة
إنشادية في مستوى مسابقة الشارقة إن و فرت لها الإمكانيات اللازمة.

س : ماهي قصتك مع الإنشاد؟

قصتي مع
الإنشاد حيك نسيجها في منتصف التسعينيات، وبالتحديد مع فرقة إنشادية داخل
الاكمالية بمدينة بسيدي عامر، و التي كان يشرف عليها أستاذ الموسيقى بلقاسم
حزورلي، الذي كان يوجهنا في كل صغيرة و كبيرة و زرع حب الكلمة الطيبة في
نفسي ودفعني إلى متابعة دروس في الإنشاد خارج المدرسة على أيدي الأستاذين
مسعود زرقيط ، ومحمد الصديق بودراف.

س : على ذكرك سيدي عامر، إلى أي مدى ساهمت مدينة الجود و الكرم في صقل موهبة عبد الحميد المنشد؟

بداية
أنا أصولي من مدينة بوسعادة ، و الكل يعلم بأن لهذه المدينة تاريخ عظيم
وحضارة أعظم،معروفة على المستوى العالمي، ثم ترعرعت في مدينة الخير والكرم
سيدي عامر، ولن أمنع نفسي من الاعتراف بفضائل المدينتين، و دورهما في
صقل موهبتي في الإنشاد وحب الكلمة الهادفة، فمدينة بوسعادة مشهورة بكثرة
المساجد والفرق الإنشادية ، التي يفوق عددها 20 فرقة،وهو معطى يشجع على
ولوج عالم الإنشاد والإبداع فيه.

س : ما هي أحب الأوقات والحالات التي تفضل فيها الصدح بما يختلجك؟

تقريبا أنا أنشد في كل الأوقات وفي جميع الحالات،
غير أنني لا أحبذ الإنشاد في الأوقات التي أكون فيها قلقا، لان الإنشاد
يتطلب أجواء تتسم بالهدوء والرزانة حتى يصل المنشد إلى هدفه.

س: نحط معا بطائرة الذكريات في محطة مهمة من مسارك الإنشادي، و هي مسابقة الشارقة، حدثنا عن هذه التجربة؟

مشاركتي
في مسابقة منشد الشارقة الإماراتية، كانت رائعة ومفيدة في ذات الوقت،
وستبقى راسخة في ذاكرتي ما حييت، حيث قضيت أربعين يوما مع أصدقاء قدموا من
12 دولة عربية، تقاسمنا معا كل أنواع المشاعر وتعرفنا على عادات وتقاليد
بعضنا...وكانت حدة الشعور بالقلق والخوف من المسؤولية الملقاة على عاتقي في
تمثيل الجزائر تخف وأنا معهم، كما كانت مناسبة للتعرف على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال جولات سياحية عديدة.

س. ما تقييمك للطبعة السادسة ؟

الطبعة السادسة كانت ماراطونية ، حيث دامت أجواء المنافسة الأولية قرابة الـ 6 أشهر قبل التصفيات النهائية التي
استمرت 40 يوما ، وهوأمر ليس بالهين، خاصة عندما تكون بعيدا عن أهلك ،إلا
أن الأمر الذي لا يخفى على متتبعي البرنامج أنه كلما طال السباق إلا وازداد
تنوعا وتألقا.

س: وماذا يعني اللقب بالنسبة لك؟

إن تتويجي بلقب
منشد الشارقة في طبعته السادسة، وسام أعتز به طول حياتي، لكنه في ذات
الوقت، نقطة بداية لمسيرة إنشادية طويلة جدا محتواها تبليغ الكلمة الهادفة
ورد للجميل للذين دعموني بالدعاء والتصويت طيلة المنافسة، ونحن مسؤولون
أمام الله في هذا الشأن.

س : وكيف ترى واقع الإنشاد في الجزائر؟

بالنسبة
للإنشاد في الجزائر هو في تطور مستمر، خاصة في خضم وجود المهرجانات
المحلية والوطنية المنظمة خلال أيام السنة ، لكن يبقى نقص الدعم من طرف
السلطات الوصية والوزارة المعنية هي النقطة السوداء لاسيما أن بلدنا تحتضن
أصواتا رائعة ومتنوعة بالإضافة إلى كثرة الفرق الإنشادية.

س: و في اعتقادك ماهي موانع تنظيم مسابقة في بلدنا في مستوى منشد الشارقة؟

الجزائر جديرة بأن تنظم مسابقة كمسابقة منشد الشارقة، و المشكل لا يكمن في الأصوات بل في الإمكانيات المادية الى جانب عدم اهتمام المعنيين بالشأن الثقافي والإعلامي بهذا النوع من الفن الهادف .

س : أفهم بأن الأسباب التي ذكرتها هي التي تحول دون نجاح المنشد في أرضه وتحقيق ذاته في الخارج؟

أكيد،
فالمنشدين الجزائريين الذين شرفوا البلاد لم يلقوا الدعم الإعلامي والمادي
في الجزائر، لكن هذا لا يمنع من التأكيد بان بعضهم قصروا في الاجتهاد
للوصول إلى مبتاغهم.

س: سمعنا بأنك لن تكون ضمن المشاركين في مهرجان جميلة للإنشاد ؟

هذا امر غريب، فإلى حد الساعة لم تصلني أي دعوة بخصوص مهرجان جميلة للإنشاد،بالرغم من مشاركتي فيه مرتين قبل حصولي على اللقب.

س: أخيرا، ما هي المشاريع المستقبلية لعبد الحميد بن سيراج ؟

بإذن الله ، أنا في طور التحضير لألبوم إنشادي يعنى بالكلمة الهادفة التي سأظل خادما لها ماحييت، والتي ستبقى وسيلتي للتقرب إلى الله ،كما أسأعمل على تطوير إمكاناتي في مجال الصوت والنغم وعلم المقامات الموسيقية .