جبهة التحرير الوطني
1- مقدمة
جبهةالتحرير الوطني هي حركة سياسية
نضالية تحريرية نظمت وقادت جنبا إلى جنب معجيش التحرير الوطني الشعب
الجزائري في ثورة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسيبين 1954 و 1962 من أجل تحقيق
استقلال الجزائر استقلالا كاملا يحفظللجزائر وحدتها الترابية والشعبية
والحضارية والثقافية. ونظمت الشعبوهيكلت التراب الوطني بدقة لامتناهية
منسقة مع التنظيم العسكري للثورةداخل الولايات والمناطق والنواحي والقسمات .
2- أصول جبهة التحرير
تعودأصول
الجبهة إلى نشأة اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي ظهرت في مارس1954 بهدف
إيجاد قيادة ثورية موحدة تنبثق من مناضلي حركة انتصار الحرياتالديمقراطية و
أعضاء المنظمة الخاصة الذين يؤمنون بالكفاح المسلح وأعضاءاللجنة المركزية
التي كانت تتنازع مع رئيس الحركة مصالي الحاج . وعملتاللجنة الثورية على
تحقيق وحدة المناضلين، ولما فشلت اجتمع أعضاء المنظمةالخاصة في جوان 1954
بالجزائر العاصمة وعرف اجتماعهم مجموعة 22 التي قرروافيها تنظيم الثورة
المسلحة والإسراع باندلاعها للحفاظ على وحدة الشعبالجزائري وتحقيق استقلاله
الكامل.
وقد انبثقت عن هذه المجموعة قيادةعرفت بـ لجنة الخمسة ثم الستة
ثم التسعة أعضاء أوكلتها تنظيم الثورةوتقسيم التراب الوطني إلى مناطق
وتحديد موعد اندلاع الثورة، والاتصال معباقي المناضلين الفعالين المؤمنين
بالعمل الثوري كوسيلة لتحقيق الاستقلال .
3- برنامج الجبهة السياسي
يعتبربيان أول نوفمبر 1954 أول برنامج
سياسي لجبهة التحرير الوطني حددت فيهأهدافها المتمثلة على وجه الخصوص في
العمل على تحقيق استقلال الجزائرالتام وذلك عن طريق إعلان الثورة المسلحة
ضد الاستعمار الفرنسي والوصولإلى تحقيق هدف الثورة وهو الاستقلال الوطني
وإقامة الدولة الجزائريةالديمقراطية والاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار
المبادئ الإسلامية تحترمفيها جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو
ديني.
ويمكن تتبع برنامج الجبهة في مواثيق مؤتمر الصومام ومؤتمر طرابلس ومؤتمر الجزائر.
4- التنظيم الهيكلي لجبهة التحرير
عرفت الجبهة تنظيما هيكليا حققت به هيكلة التراب الوطني سياسيا وإداريا وعسكريا .
وكان التنظيم القاعدي لجبهة التحرير يرتكز على لجان ثلاثية من القسمة إلى الناحية إلى المنطقة فالولاية.
وقدتوصلت
عن طريق هذا التنظيم الدقيق إلى توزيع مختلف شرائح الشعب
والمجموعاتالسكانية في مجموعات وفصائل وأفواج وخلايا مرتبطة في شبكة محكمة
النسيج،عجزت مختلف المصالح الاستعمارية والمصالح الإدارية أن تصل إلى
أسرارها فيهذا التنظيم المحكم الذي لم تتمكن من اختراقه . وقد لعبت المرأة
دورابارزا في هذا الإطار. بالإضافة إلى ذلك اعتمدت جبهة التحرير في
نشرأهدافها والرد على الدعاية الاستعمارية المغرضة على وسائل الإعلام
المكتوبوالمسموع. وكان لسانها الناطق هو جريدة المجاهد التي أدت دورا
فعالا.
وبعدانعقاد مؤتمر الصومام، انضمت إلى جبهة التحرير مختلف الشرائح
الشعبية منطلبة وتجار وغيرهم، وصارت الجبهة أكثر تنظيما مع صدور مواثيق
مؤتمرالصومام التي حددت مسؤوليات المجلس الوطني للثورة الجزائرية ولجنة
التنسيقوالتنفيذ ثم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية .