وادي ورور".. أول رصاصة في وجه الاحتلال الفرنسي

بُعده عن مدينة "الشيخ بدر" مئات الأمتار" أدخله صفحات التاريخ، "وادي
ورور" الذي كان يستعد لموسم الحصاد في شهر "حزيران" تغير حصاده وصار القمح
نصرا حصده الثوار في أول معركة خاضها الثوار في سورية ضد "الاحتلال
الفرنسي" وذلك بتاريخ 15/6/1919.


للحديث عن موقع "وادي ورور"
الذي خاض فيه المجاهد الشيخ "صالح العلي" أولى معاركه ضد الفرنسيين التقى
"eSyria" بتاريخ 6/4/2011 الأستاذ "اسماعيل محمد اسماعيل" باحث تاريخي
متخصص بثورات الساحل السوري ضد الاحتلال الفرنسي والذي قال: «يقع "وادي
ورور" على مدخل مدينة "الشيخ بدر" ويبعد مئات الأمتار عن وسطها من جهة
الغرب، وقد كان في السابق المدخل الوحيد إلى المدينة، ما يعني ضرورة عبوره
قبل احتلال الشيخ بدر، وما جعل الشيخ "صالح العلي" يختار هذا الوادي للقاء
الفرنسيين اتساعه وامتداده الكبير.

كما أن التلال المشرفة على
الوادي سمحت للثوار بالكمن والانقضاض على الفرنسيين لحظة دخولهم منطقة
الوادي، ويذكر المجاهدون مع الشيخ "صالح العلي" أنه قام باستغلال كل
إمكانيات المنطقة لخدمة المعركة سواء بتوزيع الثوار على تلال الوادي أو
بتحرك فرق الثوار داخل الوادي».

يضيف الأستاذ "اسماعيل": «وما أعطى
هذه المنطقة أهميتها أن معركة "وادي ورور" وقعت بتاريخ 15/6/1919 أي قبل
احتلال سوريّة في معركة "ميسلون" بقيادة الشهيد "يوسف العظمة" بتاريخ
24/7/1920، بالتالي كانت المعركة أوّل رصاصة في


وجه المستعمر
الفرنسي، كما أنّ المعركة أكبر من كل المعارك التي كانت في ذلك الحين
وأشرسها، ويقول المؤرّخ السوري "عبد اللطيف اليونس":

بلغ عدد القتلى
والجرحى نحو 800 شخص، وأمّنت المعركة السلاح والذخيرة مما ساهم بزيادة عدد
المجاهدين، كما أن طريقة استغلال إمكانيات الوادي للمعركة أعطت الثوار
قدرة أكبر على التخطيط العسكري واستغلال أودية أخرى لخوض المعارك فيها
كمعارك "وادي جهنم، وادي فتّوح.."، في هذه المعركة بلغت حنكة الشيخ "صالح
العلي" أنّه قام بتمويه المجاهدين بشكل تم إخفاؤهم عن الطائرتين الفرنسيتين
اللتين كانتا في سماء المعركة».

كما التقينا المعمر الشيخ "علي
اسماعيل" وهو نسيب للشيخ صالح من جهة والدته ومن معاصريه، والذي يذكر
المعركة حين كان صغيرا فيقول: «أنظر إلى "وادي ورور" بغير ماينظر إليه
الناس فأنا أحس كلما نظرت إلى الوادي أني ذلك الطفل الذي أتى إليه بعد
المعركة مع من قدموا من القرية للاحتفال بالنصر، وحيث لايزال الوادي يحافظ
على شكله السابق فأن كل زاوية فيه تشهد على تلك المعركة»

وفي بعض تفاصيل المعركة


يقول
الشيخ "علي اسماعيل: «في "وادي ورور" الكائن أمام منطقة "الشيخ بدر"
مباشرة وزع الشيخ "صالح العلي" فرق المجاهدين إلى مجموعات على التلال
المطلّة على موقع "وادي ورور" حيث الطريق الوحيد لمرور الجيش الفرنسي وتم
الإتفاق على عدم إطلاق أي رصاصة قبل رفع الشيخ صالح لراية البداية، وبحدود
الساعة العاشرة وصلت القوات الفرنسيّة.

وقبل البداية قام أحد
المجاهدين وهو "حسن وسّوف" من قرية "كوكب الهوا" بالنداء لأي مسلم داخل
صفوف الفرنسيّين بالتراجع أو الإبتعاد الى الصف الجانبي لأنه من المعلوم أن
عدد من الجنود الفرنسيين كانوا من "المغرب العربي والسنغال"، أمّا عن قادة
فِرق المجاهدين فأذكر منهم "علي سليم الخدّام" من الشيخ بدر و"محمود
الحمّود" من قرية "المجيدل" وممثّل الشيخ "صالح العلي" وأحد مموّلي الثورة
المرحوم "أنيس ابراهيم المحرزي"، أمّا عن المعركة فقد استمرّت الى حدود
المغرب».

من جهتها تقول الأستاذة "سامية شاهين" مدرسة متقاعدة
ومهتمة بدراسة التاريخ: «كانت معركة وادي ورور على قدر كبير من الأهمية
كونها أول تصادم للثوار مع الفرنسيين، ومع حسم نتيجة المعركة


لصالح
الثوار ازداد الأمل في نفوسهم وصار "وادي ورور" نقطة أمل في حياة الثوار
وانطلاقة نحو انتصارات أخرى، وحتى الآن لايزال هذا الوادي رمز لأهل "الشيخ
بدر" ولكل باحث عن تاريخه ومعتز بوطنه».

وبقي التذكير بأن الدكتور
"عبد اللطيف اليونس" قد وثق لمعركة "وادي ورور" وغيرها من المعارك عبر
لقاءات مباشرة مع الشيخ "صالح العلي" ومع المجاهدين عام 1947.