أشارت
دراسة طبية حديثة إلى تضاعف عدد المصابين بداء السكري حول العالم على مدار
العقود الثلاثة الماضية، ليصل إلى حوالي 347 مليون شخص، وقالت إن أكثر
أسباب ارتفاع الإصابة بالمرض تعود إلى التقدم في العمر إضافة إلى ارتفاع
معدلات السمنة والوزن الزائد بين الناس.
وفي ظل
تزايد أعداد المصابين بالسكري، يقول الخبراء إن المرض لم يعد مقصورا على
البلدان الغنية وإنه أصبح مشكلة عالمية، وإن من بين البلدان التي ينتشر
فيها بشكل سريع السعودية والولايات المتحدة وغينيا وغيرها.
وقال رئيس مركز الصحة البيئية العالمية في كلية أمبريال بلندن مجيد عزاتي
–وهو أحد المشاركين في الدراسة- إن السكري قد يصبح الداء الأهم في القضية الصحية على المستوى العالمي.
وأشار
إلى أن هذه الأرقام لا تعكس أجيالا من الأطفال الذين يعانون من زيادة
الوزن وصغار البالغين الذين لم يصلوا بعد إلى منتصف العمر، والذين يمكن أن
يشكلوا عبئا هائلا على النظم الصحية في العالم.
وقال
عزاتي "نحن لم نصل ذروة هذه الموجة حتى الآن"، لكنه أضاف أنه "خلافا
لارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، فنحن ما زلنا لا نملك علاجات عظيمة لمرض
السكري".
" مظاهر البدانة منتشرة في بريطانيا ومناطق أخرى في أوروبا الغربية، لكن تلك المناطق لم تشهد سوى ارتفاع طفيف في مرض السكري، الأمر الذي لم يستطع الخبراء أن يوجدوا له تفسيرا محددا " |
أسباب متعددة
وبالرغم
من انتشار مظاهر البدانة في بريطانيا ومناطق أخرى في أوروبا الغربية، فإن
تلك المناطق لم تشهد سوى ارتفاع طفيف في مرض السكري، الأمر الذي لم يستطع
الخبراء أن يوجدوا له تفسيرا معيدين إياه إلى أسباب متعددة، من بينها ضعف
طرق الكشف عن الداء، والاختلافات الجينية، وأن المصابين بالبدانة في
أوروبا يعرفون كيف يقللون من فرص إصابتهم بالسكري.
وأما
المرأة في سنغافورة وفرنسا وإيطاليا وسويسرا فتتصف بالرشاقة بشكل عام،
بحيث لم تسجل أي ارتفاعات في معدلات الإصابة بمرض السكري، كما أن الأرقام
بقيت عادية في جنوب أفريقيا وأواسط أميركا اللاتينية والدول الآسيوية
الغنية.
ويشار
إلى أن داء السكري نوعان، وأن النوع الثاني هو المنشر بشكل كبير، ويتمثل
في مجموعة اضطرابات تتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، وبمضاعفات
بالأوعية الدموية الدقيقة والغليظة مع اعتلالات عصبية.
ويرتبط
السكري النوع الثاني في كثير من الأحيان بالبدانة، ويحدث عندما يكون الجسم
لا ينتج ما يكفي من الأنسولين لتفتيت الجلوكوز، مما يؤدي إلى تضخيم
مستويات السكر في الدم.
ويمكن
التعامل مع هذا المرض عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي معين
وتناول الدواء، ولكن ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن يسبب تلف
الأعصاب، ويؤدي إلى أمراض الكلى والعمى وبتر الأطراف.
وقام
عزتي ورفاقه بدراسة أكثر من 150 من المسوحات الصحية الوطنية والدراسات
التي تتبعت السكري من النوع الثاني عند البالغين ممن هم أكبر من 25 عاما،
في 199 بلدا وإقليما، واستخدم الباحثون نماذج لتقدير الحالات في 92 بلدا
آخر